بحـث
المواضيع الأخيرة
سحابة الكلمات الدلالية
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 48 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 48 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 171 بتاريخ الثلاثاء يونيو 12, 2018 11:35 am
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
أبو البركات الأنباري و معاني "ربَ"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبو البركات الأنباري و معاني "ربَ"
قال أبو البركات الأنباري في أسرار العربية
وأما (رب) فمعناها التقليل. وهي تخالف حروف الجر من أربعة أوجه:
- الوجه الأول : أنها تقع في صدر الكلام، وحروف الجر لا تقع في صدر الكلام.
- والوجه الثاني : أنها لا تعمل إلا في نكرة، وحروف الجر تعمل في المعرفة و النكرة.
- والوجه الثالث : أنها يلزم مجرورها الصفة، وحروف الجر لا يلزم مجرورها الصفة.
- والوجه الرابع : أنها يلزم معها حذف الفعل الذي أوصلته إلى ما بعدها، وهذا لا يلزم الحروف.
واختصاصها بهذه الأشياء لمعان اختصت بها. فأما كونها في صدر الكلام فلأنها لما كانت تدل على التقليل، وتقليل الشيء يقارب نفيه، أشبهت حروف النفي، وحروف النفي لها صدر الكلام.
وأما كونها لا تعمل إلا في النكرة، فلأنها لما كانت تدل على التقليل، والنكرة تدل على التكثير وجب أن تختص بالنكرة التي تدل على التكثير ليصح فيها التقليل.
وأما كونها تلزم الصفة مجرورها فجعلوا ذلك عوضا عن حذف الفعل الذي يتعلق به، وقد يظهر ذلك الفعل في ضرورة الشعر.
وأما حذف الفعل معها فللعلم به، ألا ترى أنك إذا قلت : رب رجل يفهم، كان التقدير فيه : رب رجل يفهم أدركت أو لقيت ؟ فحذف الفعل لدلالة لدلالة الحال عليه، كما حذف في قوله : (وأدخل يدك في جيبك) إلى قوله : ( إلى فرعون وقومه )، ولم يذكر مرسلا لدلالة الحال عليه، فكذلك ههنا.
ابن هشام في شذور الذهب 126:ثم قلت باب الاسم نكرة وهوَ ما يقبل ربّ
وأقول: ينقسم الاسم - بحسب التنكير والتعريف - إلى قسمين : نكرةٍ وهو الأَصل، ولهذا قدمته، ومعرِفَة، وهو الفرع، ولهذا أَخرته.
وعلامة النكرة: أَن تقبل دخول (رُبَّ) عليها، نحو رجل وغلام، تقول (ربّ رجل) و(رب غلام) وبهذا استُدلّ على أَن (مَنْ) و(ما) قد يَقَعَانِ نكرتين، كقوله:
رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلْبَهُ * قَدْ تَمَنَّى ليَ مَوْتاً لم يُطَعْ
وقوله :
لا تَضِيقَنَّ بالأَمُـور فَقـدْ * تُكْشَفُ غَمّاؤهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ
رُبَّمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنَ الأَمْـ * ـرِ لَهُ فُرْجَةٌ كَحلِّ العِقَـالِ
فدخلت (ربّ) عليهما، ولا تدخل إلا على النكرات، فعلم أَن المعنى ربّ شخص أَنضجت قلبه غيظا، وربّ شيء من الأَمور تكرهه النفوس.فإن قلت: فإِنك تقول: (ربّه رجلا) وقال الشاعر:ربَّهُ فِتْيَةً دَعَوْتُ إلى مَا * يُورِثُ المَجْدَ دَائِباً فأَجَابُوا
والضمير معرفة، وقد دخلت عليه ربّ؛ فبطلَ القول بأنها لا تدخل إلا على النكرات.
قلت : لا نسلم أَن الضمير فيما أَوردته، معرفة بل هو نكرة؛ وذلك لأَن الضمير في المثال والبيتِ راجعٌ إلى ما بعده من قولك (رَجلا) وقول الشاعر (فتيةً) وهما نكرتان وقد اختلف النحويون في الضمير الراجع إلى النكرة: هل هو نكرة أو معرفة على مذاهب ثلاثة: أَحدها أَنه نكرة مطلقاً. والثاني: أَنه معرفة مطلقاً.
والثالث: أَن النكرة التي يرجِع إليها ذلك الضميرُ إما أَن تكون واجِبَةَ التنكيرِ أَو جائزته، فإذا كانت واجبة التنكير كما في المثال والبيت فالضمير نكرة، وإن كانت جائزته؛ كما في قولك (جاءني رجل فأكرمته) فالضمير معرفة، وإنما كانت النكرةُ في المثال والبيت واجبَة التنكير لأَنها تمييز، والتميز، لا يكون إلا نكرة، وإنما كانت في قولك (جاءني رجل فأكرمته) جائزة التنكير لأَنها فاعل، والفاعل لا يجب أَن يكون نكرة، بل يجوز أَن يكون نكرة وأَن يكون معرفة، تقول (جاءني رجل) و(جاءني زَيْدٌ)
قلت - عبد العزيز - : الأول أرجح وهو قول سيبويه رحمه الله، وقد صدره ابن هشام رحمه، وإطناب ابن هشام رحمه الله في الثالث لا يدل على رجحانه، لأن القول به ينقض القول بنكارة (من) و(ما) التي استدل النحاة وعلى رأسهم شيخهم سيبويه رحمه الله على نكارتهما بدخول (رب) عليهما (رب) حرف، قال سيبويه ("كم" اسمٌ و"ربّ" غير اسم)
في بعض ما يضاف إلى المعارف و لا تفيده إضافته تعريفا لأنه في حكم الانفصال أو أنه من المبهمات الموغلة في الإبهام، ودليل ذلك دخول (رب) عليه سيبويه 492/1 :
...ومثله قول جرير :يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كَانَ يَعْرفكُمْ * لاَقَى مُبَاعَدَةً مِنْكُمْ وَحِرْمَانا
وقال أبو محجن الثقفي :يَا رُبَّ مِثْلِكِ فِي النِّسَاءِ غَرِيرَة * بَيْضَاءَ قَد مَتَّعْتُهَا بِطَلاق
فرب لا يقع بعدها إلا نكرة، فذلك يدلك على أن " غابطنا " " ومثلك " نكرة.
قلت - عبد العزيز - : ف ( غابط ) اسم فاعل لم تفده الإضافة إلى ( نـا ) سوى التخفيف، وهو في حكم الانفصال ( غابطٍ لنا )، ومن أجل هذا حل لـ (رب) أن تدخل عليه و ( مثل ) من المبهمات الموغلة في الإبهام ولا تتعرف بالإضافة ، ولذلك دخلت ( رب ) عليها مضافة دخول رب على معرفة معطوفة على نكرةسيبويه 50/2 :
وأما (رُبَّ رجلٍ وأخيه منطلقَين)، ففيها قبحٌ حتى تقول: (وأخٍ له). و(المنطلقان) عندنا مجروران من قبل أن قوله: (وأخيه) في موضع نكرة، لأن المعنى إنما هو: وأخٍ له.
فإن قيل: أمضافة إلى معرفة أو نكرة؟ فإنك قائل إلى معرفة، ولكنها أجريت مُجرى النكرة، كما أن (مثلك) مضافة إلى معرفة وهي توصف بها النكرة، وتَقع مَواقعَها. ألا ترى أنك تقول (ربّ مثلِك). ويدلّك على أنها نكرة أنه لا يجوز لك أن تقول: (ربّ رجلٍ وزيدٍ)، ولا يجوز لك أن تقول: (ربّ أخيه) حتى تكون قد ذكرت قبل ذلك نكرة.
قلت - عبد العزيز - : القبح الذي في (رُبَّ رجلٍ وأخيه منطلقَين) دخول رب على ( أخيه ) المعرف بالإضافة، والأحسن عزل المضاف عن المضاف إليه ( رب أخٍ له ) فتفصل، والضمير معرفة والمضاف إليه في حكم النكرة على الفصل كما هو في ( ربه فتى )عود الضمير على نكرة51/2:
وقال الأعشى: وكم دون بيتكَ من صفصَفٍ * ودَكداكِ رَملٍ وأعقادِها
و وضْـعِ سِقـاءٍ وإحقـابِه * و حَلِّ حُلوسٍ وإغمادِها
هذا حجةٌ لقوله: رُبّ رجلٍ وأخيه. فهذا الاسم الذي لم يكن ليكون نكرةً وحدَه، ولا يوصف به نكرة، ولم يحتمل عندهم أن يكون نكرة، ولا يقع في موضع لا يكون فيه إلا نكرة حتى يكون أول ما يَشغلُ به العاملَ نكرة، ثم يُعطف عليه ما أضيف إلى النكرة، ويصيّر بمنزلة مثلك ونحوه.
قلت الحجة فيه عود الضمير في قول الأعشى ( أعقادها ) و ( إحقابه ) و ( إغمادها ) على نكرة ، فهو في حكم النكرة وإن كان معرفة أصالة و ( أعقادها ) و ( إحقابه ) و ( إغمادها ) نكرات للأنها مضافة لمعارف تعود على نكرات فهي في حكم النكرات،ومن هنا كانت الحجة فيه ل ( رب رجل وأخيه )
الأسماء الموصولة معارف، وتأتي نكرة، واستدل النحاة وعلى رأسهم شيخهم سيبويه على نكارة ( من ) و( ما ) بدخول ( رب ) عليهما سيبويه 104/2:
ويقوّي أيضاً أن (مَن) نكرة، قول عمرو بن قَميئة:يا رُبَّ مَن يُبغض أذوادَنا * رُحنَ على بَغْضَائِه واغْتَدَيْنْ
ورُبّ لا يكون ما بعدها إلا نكرة. وقال أمية بن أبي الصلت:رُبَّ مَا تَكْرَه النُّفُوس من الأَمْر * لَهُ فَرْجةٌ كحَلّ العِقَالِ
رب للتقليل(1)، وقد ذكر سيبويه رحمه الله في مواضع من كتابه أن (كم ) الخبرية بمعنى ( رب )، فذهب قوم منهم الإمام ابن مالك رحمه الله إلى القول بأنها للتكثير
(1) فخر صالح قداره : وهذا هم المنسوب عند كثييرين لسيبويه وغيره من أكابر البصريين والكوفيين، كأبي عمرو والخليل والكسائي والفراء.
وذكر ابن مالك في التسهيل أنها حرف تكثير وفاقا لسيبويه، وجعل التقليل بها نادرا. انظر: المساعد (284/2) وشرح التسهيل (176/3).(كم) للتكثير بمعنى (رب) وقول سيبويه رحمه الله في ذلك :الكتاب 159/2:
اعلم أن لـ(كَم) موضعين: فأحدهما الاستفهام، وهو الحرف المستفهَم به، بمنزلة (كيف) و(أين). والموضع الآخر: الخبر، ومعناها معنى (رُبّ).الكتاب 163/2:واعلم أن (كم) في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه (رُبّ)، لأن المعنى واحدٌ، إلا أن كم اسمٌ ورُبّ غير اسم، بمنزلة (مِنْ). والدليل عليه أن العرب تقول: (كم رجلٍ أفضلُ منك؟)، تجعله خبرَ (كم). أخبرناه يونس عن أبي عمرو.
حذف (رب) وبقاء عملها
قال سيبويه رحمه الله 164/2:ولا يجوز أن تضمر الجار، ولكنهم لما ذكروه في أول كلامهم شبهوه بغيره من الفعل. وكان هذا عندهم أقوى إذا أضمرت (رب) ونحوها في قولهم:وبلدةٍ ليس بها أنيس
قلت - عبد العزيز - : الشاهد فيه إعمال (رب) مضمرة في (بلدة) والتقدي (ورب بلدة)ذكر جواب (رب) وحذفه :بعد (رب) يأتي جوابها ظاهرا ويحذف للعلم به، تقول ( رب رجل عالم لقيته ) ، ( لقيته ) جواب (رب) حذف جوابها:قال سيبويه رحمه الله 20/3:
وزعم - أي الخليل رحمه الله - أنَّه قد وجد في أشعار العرب ربَّ لا جواب لها. من ذلك قول الشمّاخ:ودوّيّةٍ قفرٍ تُمشِّى نَعامُها * كمَشي النَّصارى في خفافِ الأَرنْدَج
فهذه القصيدة التي فيها هذا البيت لم يجيء فيها جوابٌ لربَّ؛ لعلم المخاطب أنّه يريد: قطعتُها، أو ما هو في هذا المعنى.
القول في تعلق (رب) وزيادتها :
رب في قول القائل رب رجل عالم لقيته ) إما متعلقة بالفعل ( لقيته ) ومحل الجار والمجرور النصب على المفعولية، كأنك قلت ( لقيت رجلا عالما ) وقال به جماعة، و( لقيته ) على هذا القول لا يكون جوابا لـ (رب)أو تكون حرفا زائدا و ( رجلا ) محله الرفع مجرور لفظا بالحرف الزائد، و (لقيته) جواب (رب)
وأما (رب) فمعناها التقليل. وهي تخالف حروف الجر من أربعة أوجه:
- الوجه الأول : أنها تقع في صدر الكلام، وحروف الجر لا تقع في صدر الكلام.
- والوجه الثاني : أنها لا تعمل إلا في نكرة، وحروف الجر تعمل في المعرفة و النكرة.
- والوجه الثالث : أنها يلزم مجرورها الصفة، وحروف الجر لا يلزم مجرورها الصفة.
- والوجه الرابع : أنها يلزم معها حذف الفعل الذي أوصلته إلى ما بعدها، وهذا لا يلزم الحروف.
واختصاصها بهذه الأشياء لمعان اختصت بها. فأما كونها في صدر الكلام فلأنها لما كانت تدل على التقليل، وتقليل الشيء يقارب نفيه، أشبهت حروف النفي، وحروف النفي لها صدر الكلام.
وأما كونها لا تعمل إلا في النكرة، فلأنها لما كانت تدل على التقليل، والنكرة تدل على التكثير وجب أن تختص بالنكرة التي تدل على التكثير ليصح فيها التقليل.
وأما كونها تلزم الصفة مجرورها فجعلوا ذلك عوضا عن حذف الفعل الذي يتعلق به، وقد يظهر ذلك الفعل في ضرورة الشعر.
وأما حذف الفعل معها فللعلم به، ألا ترى أنك إذا قلت : رب رجل يفهم، كان التقدير فيه : رب رجل يفهم أدركت أو لقيت ؟ فحذف الفعل لدلالة لدلالة الحال عليه، كما حذف في قوله : (وأدخل يدك في جيبك) إلى قوله : ( إلى فرعون وقومه )، ولم يذكر مرسلا لدلالة الحال عليه، فكذلك ههنا.
ابن هشام في شذور الذهب 126:ثم قلت باب الاسم نكرة وهوَ ما يقبل ربّ
وأقول: ينقسم الاسم - بحسب التنكير والتعريف - إلى قسمين : نكرةٍ وهو الأَصل، ولهذا قدمته، ومعرِفَة، وهو الفرع، ولهذا أَخرته.
وعلامة النكرة: أَن تقبل دخول (رُبَّ) عليها، نحو رجل وغلام، تقول (ربّ رجل) و(رب غلام) وبهذا استُدلّ على أَن (مَنْ) و(ما) قد يَقَعَانِ نكرتين، كقوله:
رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيظاً قَلْبَهُ * قَدْ تَمَنَّى ليَ مَوْتاً لم يُطَعْ
وقوله :
لا تَضِيقَنَّ بالأَمُـور فَقـدْ * تُكْشَفُ غَمّاؤهَا بِغَيْرِ احْتِيَالِ
رُبَّمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنَ الأَمْـ * ـرِ لَهُ فُرْجَةٌ كَحلِّ العِقَـالِ
فدخلت (ربّ) عليهما، ولا تدخل إلا على النكرات، فعلم أَن المعنى ربّ شخص أَنضجت قلبه غيظا، وربّ شيء من الأَمور تكرهه النفوس.فإن قلت: فإِنك تقول: (ربّه رجلا) وقال الشاعر:ربَّهُ فِتْيَةً دَعَوْتُ إلى مَا * يُورِثُ المَجْدَ دَائِباً فأَجَابُوا
والضمير معرفة، وقد دخلت عليه ربّ؛ فبطلَ القول بأنها لا تدخل إلا على النكرات.
قلت : لا نسلم أَن الضمير فيما أَوردته، معرفة بل هو نكرة؛ وذلك لأَن الضمير في المثال والبيتِ راجعٌ إلى ما بعده من قولك (رَجلا) وقول الشاعر (فتيةً) وهما نكرتان وقد اختلف النحويون في الضمير الراجع إلى النكرة: هل هو نكرة أو معرفة على مذاهب ثلاثة: أَحدها أَنه نكرة مطلقاً. والثاني: أَنه معرفة مطلقاً.
والثالث: أَن النكرة التي يرجِع إليها ذلك الضميرُ إما أَن تكون واجِبَةَ التنكيرِ أَو جائزته، فإذا كانت واجبة التنكير كما في المثال والبيت فالضمير نكرة، وإن كانت جائزته؛ كما في قولك (جاءني رجل فأكرمته) فالضمير معرفة، وإنما كانت النكرةُ في المثال والبيت واجبَة التنكير لأَنها تمييز، والتميز، لا يكون إلا نكرة، وإنما كانت في قولك (جاءني رجل فأكرمته) جائزة التنكير لأَنها فاعل، والفاعل لا يجب أَن يكون نكرة، بل يجوز أَن يكون نكرة وأَن يكون معرفة، تقول (جاءني رجل) و(جاءني زَيْدٌ)
قلت - عبد العزيز - : الأول أرجح وهو قول سيبويه رحمه الله، وقد صدره ابن هشام رحمه، وإطناب ابن هشام رحمه الله في الثالث لا يدل على رجحانه، لأن القول به ينقض القول بنكارة (من) و(ما) التي استدل النحاة وعلى رأسهم شيخهم سيبويه رحمه الله على نكارتهما بدخول (رب) عليهما (رب) حرف، قال سيبويه ("كم" اسمٌ و"ربّ" غير اسم)
في بعض ما يضاف إلى المعارف و لا تفيده إضافته تعريفا لأنه في حكم الانفصال أو أنه من المبهمات الموغلة في الإبهام، ودليل ذلك دخول (رب) عليه سيبويه 492/1 :
...ومثله قول جرير :يَا رُبَّ غَابِطِنَا لَوْ كَانَ يَعْرفكُمْ * لاَقَى مُبَاعَدَةً مِنْكُمْ وَحِرْمَانا
وقال أبو محجن الثقفي :يَا رُبَّ مِثْلِكِ فِي النِّسَاءِ غَرِيرَة * بَيْضَاءَ قَد مَتَّعْتُهَا بِطَلاق
فرب لا يقع بعدها إلا نكرة، فذلك يدلك على أن " غابطنا " " ومثلك " نكرة.
قلت - عبد العزيز - : ف ( غابط ) اسم فاعل لم تفده الإضافة إلى ( نـا ) سوى التخفيف، وهو في حكم الانفصال ( غابطٍ لنا )، ومن أجل هذا حل لـ (رب) أن تدخل عليه و ( مثل ) من المبهمات الموغلة في الإبهام ولا تتعرف بالإضافة ، ولذلك دخلت ( رب ) عليها مضافة دخول رب على معرفة معطوفة على نكرةسيبويه 50/2 :
وأما (رُبَّ رجلٍ وأخيه منطلقَين)، ففيها قبحٌ حتى تقول: (وأخٍ له). و(المنطلقان) عندنا مجروران من قبل أن قوله: (وأخيه) في موضع نكرة، لأن المعنى إنما هو: وأخٍ له.
فإن قيل: أمضافة إلى معرفة أو نكرة؟ فإنك قائل إلى معرفة، ولكنها أجريت مُجرى النكرة، كما أن (مثلك) مضافة إلى معرفة وهي توصف بها النكرة، وتَقع مَواقعَها. ألا ترى أنك تقول (ربّ مثلِك). ويدلّك على أنها نكرة أنه لا يجوز لك أن تقول: (ربّ رجلٍ وزيدٍ)، ولا يجوز لك أن تقول: (ربّ أخيه) حتى تكون قد ذكرت قبل ذلك نكرة.
قلت - عبد العزيز - : القبح الذي في (رُبَّ رجلٍ وأخيه منطلقَين) دخول رب على ( أخيه ) المعرف بالإضافة، والأحسن عزل المضاف عن المضاف إليه ( رب أخٍ له ) فتفصل، والضمير معرفة والمضاف إليه في حكم النكرة على الفصل كما هو في ( ربه فتى )عود الضمير على نكرة51/2:
وقال الأعشى: وكم دون بيتكَ من صفصَفٍ * ودَكداكِ رَملٍ وأعقادِها
و وضْـعِ سِقـاءٍ وإحقـابِه * و حَلِّ حُلوسٍ وإغمادِها
هذا حجةٌ لقوله: رُبّ رجلٍ وأخيه. فهذا الاسم الذي لم يكن ليكون نكرةً وحدَه، ولا يوصف به نكرة، ولم يحتمل عندهم أن يكون نكرة، ولا يقع في موضع لا يكون فيه إلا نكرة حتى يكون أول ما يَشغلُ به العاملَ نكرة، ثم يُعطف عليه ما أضيف إلى النكرة، ويصيّر بمنزلة مثلك ونحوه.
قلت الحجة فيه عود الضمير في قول الأعشى ( أعقادها ) و ( إحقابه ) و ( إغمادها ) على نكرة ، فهو في حكم النكرة وإن كان معرفة أصالة و ( أعقادها ) و ( إحقابه ) و ( إغمادها ) نكرات للأنها مضافة لمعارف تعود على نكرات فهي في حكم النكرات،ومن هنا كانت الحجة فيه ل ( رب رجل وأخيه )
الأسماء الموصولة معارف، وتأتي نكرة، واستدل النحاة وعلى رأسهم شيخهم سيبويه على نكارة ( من ) و( ما ) بدخول ( رب ) عليهما سيبويه 104/2:
ويقوّي أيضاً أن (مَن) نكرة، قول عمرو بن قَميئة:يا رُبَّ مَن يُبغض أذوادَنا * رُحنَ على بَغْضَائِه واغْتَدَيْنْ
ورُبّ لا يكون ما بعدها إلا نكرة. وقال أمية بن أبي الصلت:رُبَّ مَا تَكْرَه النُّفُوس من الأَمْر * لَهُ فَرْجةٌ كحَلّ العِقَالِ
رب للتقليل(1)، وقد ذكر سيبويه رحمه الله في مواضع من كتابه أن (كم ) الخبرية بمعنى ( رب )، فذهب قوم منهم الإمام ابن مالك رحمه الله إلى القول بأنها للتكثير
(1) فخر صالح قداره : وهذا هم المنسوب عند كثييرين لسيبويه وغيره من أكابر البصريين والكوفيين، كأبي عمرو والخليل والكسائي والفراء.
وذكر ابن مالك في التسهيل أنها حرف تكثير وفاقا لسيبويه، وجعل التقليل بها نادرا. انظر: المساعد (284/2) وشرح التسهيل (176/3).(كم) للتكثير بمعنى (رب) وقول سيبويه رحمه الله في ذلك :الكتاب 159/2:
اعلم أن لـ(كَم) موضعين: فأحدهما الاستفهام، وهو الحرف المستفهَم به، بمنزلة (كيف) و(أين). والموضع الآخر: الخبر، ومعناها معنى (رُبّ).الكتاب 163/2:واعلم أن (كم) في الخبر لا تعمل إلا فيما تعمل فيه (رُبّ)، لأن المعنى واحدٌ، إلا أن كم اسمٌ ورُبّ غير اسم، بمنزلة (مِنْ). والدليل عليه أن العرب تقول: (كم رجلٍ أفضلُ منك؟)، تجعله خبرَ (كم). أخبرناه يونس عن أبي عمرو.
حذف (رب) وبقاء عملها
قال سيبويه رحمه الله 164/2:ولا يجوز أن تضمر الجار، ولكنهم لما ذكروه في أول كلامهم شبهوه بغيره من الفعل. وكان هذا عندهم أقوى إذا أضمرت (رب) ونحوها في قولهم:وبلدةٍ ليس بها أنيس
قلت - عبد العزيز - : الشاهد فيه إعمال (رب) مضمرة في (بلدة) والتقدي (ورب بلدة)ذكر جواب (رب) وحذفه :بعد (رب) يأتي جوابها ظاهرا ويحذف للعلم به، تقول ( رب رجل عالم لقيته ) ، ( لقيته ) جواب (رب) حذف جوابها:قال سيبويه رحمه الله 20/3:
وزعم - أي الخليل رحمه الله - أنَّه قد وجد في أشعار العرب ربَّ لا جواب لها. من ذلك قول الشمّاخ:ودوّيّةٍ قفرٍ تُمشِّى نَعامُها * كمَشي النَّصارى في خفافِ الأَرنْدَج
فهذه القصيدة التي فيها هذا البيت لم يجيء فيها جوابٌ لربَّ؛ لعلم المخاطب أنّه يريد: قطعتُها، أو ما هو في هذا المعنى.
القول في تعلق (رب) وزيادتها :
رب في قول القائل رب رجل عالم لقيته ) إما متعلقة بالفعل ( لقيته ) ومحل الجار والمجرور النصب على المفعولية، كأنك قلت ( لقيت رجلا عالما ) وقال به جماعة، و( لقيته ) على هذا القول لا يكون جوابا لـ (رب)أو تكون حرفا زائدا و ( رجلا ) محله الرفع مجرور لفظا بالحرف الزائد، و (لقيته) جواب (رب)
رد: أبو البركات الأنباري و معاني "ربَ"
شششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششششسكككككككككككككككككككككككككككككرررا
بسمة السماء- عضو جديد
-
عدد المساهمات : 38
الفاعلية : 10
تاريخ التسجيل : 31/03/2013
الموقع : باتنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يناير 04, 2015 10:48 pm من طرف سهام الجزائرية
» في مفهوم تعليمية المادة
الأحد يناير 04, 2015 10:05 pm من طرف سهام الجزائرية
» التدريس فنياته و آلياته
الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 12:04 am من طرف myahia
» التكوين : مفهومه ، أهدافه ، آلياته
الإثنين ديسمبر 22, 2014 11:39 pm من طرف myahia
» عذرا فلسطين
الجمعة مارس 14, 2014 8:05 pm من طرف سهام الجزائرية
» ملتقى ولائي 10 مارس 2014
الأربعاء مارس 12, 2014 11:00 pm من طرف myahia
» ما أجمل اللغة العربية
الأربعاء فبراير 19, 2014 8:46 pm من طرف سهام الجزائرية
» و جادلهم بالتي هي أحسن
الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:15 pm من طرف سهام الجزائرية
» قصة و عبرة
الجمعة فبراير 14, 2014 1:32 am من طرف myahia