بحـث
المواضيع الأخيرة
سحابة الكلمات الدلالية
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 19 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 19 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 171 بتاريخ الثلاثاء يونيو 12, 2018 11:35 am
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الأدب في الأندلس
صفحة 1 من اصل 1
الأدب في الأندلس
الأدب في الأندلس
الحياة الإجتماعية..
فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 92هـ وظلوا يحكمونها ثمانية قرون حتى زال ملكهم 898هـ وقد مر حكمهم بثلاثة عهود رئسية:
الأول : عهد الولاة من قبل الدولة الأموية في دمشق (92-138ه)وهو عهد حروب وتأسيس.
الثاني : العهد الذي أسَسه عبد الرحمن الداخل(138-422ه)وينقسم قسمين: عصر الأمارة المستقلة وظل مئة وثمانين عام وعصر الخلافة وظل مئتين وأربعين عاما.وكان عهد قوة ومنعة وازدهار وتطور .
الثالث : عهد ملوك الطوائف (422-898هـ) وفيه أنقسمت الدولة إلى دويلات تتنازع ويفنى بعضها بعض حتى أنهار الحكم الإسلامي نهائياً .
الحياة الاجتماعية:
لقد أنشأ المسلمون في الأندلس حضارةً رفيعةً ومَدَنيَّة راقية كانت مشعلاً أضاء الأندلس وما حولها ،حتى لقد قال أحد مؤرخي النصارى: " إن أوربا مدنية أعظم الدّين لعبقرية المسلمين
سواء في اللغة والأدب ، أو الفن والعمارة ،والعلم والفلسفة والحرف والصناعة"
كانت الأندلس ذات طبيعة ساحرة وخلاّبة .عندما جاء المسلمون تفاعلوا مع تلك الطبيعة وأبدعوا في جميع المجالات .
وقد أمتزج العرب والبربر بسكان البلاد الأصلين ، فتفاعلوا معهم فتكوّن من ذلك شعب يميل إلى البساطة والتواضع والتسامح وحب العلم والثقافة ، والأدب والذوق الرفيع ورقة الإحساس.
إلا أن المجتمع لم يَخلُ من عوامل الضعف ومن أسبابه أن الكثير كان يميل لحب الترف والرقص واللهو والغناء بسبب ضعف الإيمان.بالإضافة إلى التفكك والإنقسام الذي كان من أهمّ
أسباب سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس.
الحياة الفكرية..
أنقضى عهد الولاة دون أي أثر للفكر لأنه كان عهد فتوحات وتوطيد لسلطان الإسلام.
جاء العهد الأموي عهد القوة والاستقرار أخذت أنوار العلم و الفكر والثقافة تُشع ، مما جعل الأندلس مناراً أضاء أوربا الغارقة في الظلام .
وقد كانت قُرطبة وغرناطة وإشبيلة وطليطلة وسرقسطة وغيرها جامعات ينهل منهاالقاصي والدّاني العلم والفن.وكانت مطمع طلاب العلم ، ومصدر الفكروالأدب ، والمركزالثقافي الذي يؤمه الأوربيون.
أما الأدب فقد تأثر بطبيعة البلاد ، وبجو الحرية والترف والعلم والتقدم والعمران فأنطلق في رحاب جديدة شكلاً ومضموناً بعد أن التزم في المرحلة الأولى تقليد الشعر القديم.
وأبدع الأندلسيون الموشحات وأغتنى شعرهم وأدبهم بالمعاني الجميلة والصور العبرة ، ولم تر أوربا حفاوة بالأدب وأهله كما رأت في الأندلس في تلك العصور.
ولمعت أسماء كثيرة على سبيل المثال .. الإمام ابن حزم وابن حيان وابن زيدون.
وقصارى القول إن الأندلس كانت نفخرة للدنيا في العلوم والفنون والأدب
خصائص الشعر الأندلسي..
تمهيد..
الشعر الأندلسي امتداد للشعر العربي في المشرق وقد مَرَّ الشعر الأندلسي بمرحلتين متباينتين وهما:
مرحلة التقليد والمحاكاة.
ومرحلة التجديد والإبتكار.
في عصر الولاة كان الشعر صورة لمثيلة في المشرق الذي كان من أبرز أعلامه جرير والفرزدق ، إذا جاء مترسما خُطى الشعر العربي الأصيل، ومحافظاً على منهجه
وطارقاً لمواضعه المعروفة.
فلما جاء العهد الأموي عهد الاستقرار والرّخاء أختلف الوضع فقد توافر للشعراء من الأسباب ما حقق للشعر نهضته .بداية من تشيج الحكام للشعراء. ومروراً بإختلاط
الشعراء مع غيرهم من أهل البلاد الأصلين . وإنتهاء بالنّظر
في مفاتن الطبيعة ومظاهر الحضارة ، فجاء الشعر جامعاً بين الأصالة ورقّة الحضارة ، وبين التقليد والتجديد.
أغراض الشعر الأندلسي:
خاض الشعراء الأندلسيون معظم الأغراض التي خاضها معاصروهم في المشرق فمدحوا ورثوا وتغزَّلوا وافتخروا على طريقتهم تماماً. إلا أنهم توسعوا في بعض الأغراض وتفوَّقوا فيها على شعراء المشرق.، كوصف الطبيعة والغزل
والحنين للوطن ، ورثاء المدن ، والمماليك الزائلة.
ولو وازنا بين الشعر الأندلسي والشعر المشرقي في المديح والهجاء والرثاء مثلاً لوجدناها تسلك طريقة واحدة ولوجدنا الدواعي نفسها في كل منها .
وسنقف هنا وقفة قصيرة عند الأغراض التي توسع فيها الشعراء في الأندلسيون وهي:
وصف الطبيعة ، الغزل ، الحنين إلى الوطن ، رثاء المدن.
وصف الطبيعة:
تفوّق الأندلسيون في ميدان وصف الطبيعة على شعراء المشرق وأتوا بالروائع الخالدة، لما وهبهم الله تعالى من طبيعة ساحرة وخلاّبة ، فقد كانت الأندلس من أغنّى بقاع الدنيا منظراً وأوفرها جمالاً، ولذلك شُغف الأندلسيون بها فوصفوا الرياض، البساتين ،والأشجار، والطيور ... الخ
يا أهل أنْدّلسٍ للهِ دَرُكُم = ماءٌ وظِلٌ وأشجارٌ وأنهارُ
وإلى جانب وصفهم لمناظر الطبيعة وصفوا مظاهر الحضارة كالقصور، والمساجد ، والقناطر، والحدائق ..الخ وقد أمتازوا بتشخيص الأمورالمعنوية وتجسيدها وبث
الحياة في الجمادات.
كقول يحي بن هذيل يصف الزهراء:
كأنّ سوارها شكتْ فترة الضّنى =فباتت هضيمات الحشانُحَّلاً صُفْرا
كأن النخيل الناسقات إلى العلا= عذارى حِجالٍ رَجّلتْ لِمَمّا شُقْرا
الغزل:
يكاد الغزل أن يكون أكثر الأغراض رواجاً ، وأوسعها إنتشاراً عند الأندلسين ، ومرَدُ ذلك إلى ما عرفوا به من الرقة والميل واللهو والدعة ، وكثرة مجلس الأنس والطرب
وهو عندهم نوعان:
ماديّ حسّي ممتلئ بالفحش والمجون. وعُذّري عفيف يتسامى فيه الشاعر عن الحس والمادة إلى النقاء والصفاء والطّهر. يقول ابن عبد ربه بلغة فيها إنسياب وسلاسة ، وجمال تصوير ورشاقة في التعبير:
يالؤلؤا يسبي العقول أنيقاً=ورَشا بتعذيبِ القلوب رفيقا
ما إنّ رأيتُ ولا سمعت بمثله=دُرّا يعود من الحياء عقيقا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهه= أبصرت وجهك في سناهُ غريقاً
كما يمتزج الغزل عندهم بوصف الطبيعةِ.
الحنين إلى الوطن..
ظل الأندلسيون مشدودون إلى وطنهم الأول في المشرق تحن نفوسهم إلى ربوعه ورباه ، ولطالما عبروا بصدق وحرارة عما يخالج نفوسهم من شوق وحنين ، ولكنهم ما لبثوا أن فتنوا ببلادهم الجديدة الأندلس.من أمثلة هذا النوع من الشعر قول عبد الرحمن الداخل يحن إلى المشرق وأهله في الشام.
أيها الراكبُ الميمم أرضي = أقر من بعضي السّلام لبعضي
إن جسمي كما تراه بأرض= وفؤادي ومالكيه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا = وطوى البين عن جُفوني غمضي
قد قضى الله بالبعاد علينا = فعسى باقترابنا سوف يقضي
رثاء المدن والمماليك.
النكبات التي حلت بالمسلمين في الأندلس، والصراع المرير بينهم وبين النصارى ، وما أنتهت إليه مدنهم وحضاراتهم من دمار شامل ،وسقوط مّريع في أيدي الأعداء
كل ذلك أدّى إلى أن يتفاعل الشعراء مع أحداث بلدهم وأن يبدعوا في ما عُرف "رثاء المدن" فهذا ابن شهيد يقول في رثاء قرطبة:
فَلِمِثلِ قُرْطُبَةٍ يَقلُ بُكاء مَنْ =يبكي بعين دمعها مُتفجر
عهدي بها والشّمل فيها جامع=مِنْ أهلها والعيش فيها أخضر
ياجنّة عصفت بها وبأهلها = ريحٌ النّوى فتدمرت وتدمروا
آسى عليكِ مِنْ المماتِ وحقّ ليّ= إذ لَمْ نزل بكِ في حياتكِ نفخر
ويمتاز هذا انوع من الشعر بصدق العاطفة ، وعمق الشعوربالأسى والحزن والمرارة ، والتصوير الواقعي لحال المسلمين.
الخصائص الفنية للشعر الأندلسي:
لقد أعجب الأندلسيون بشعراء المشرق سواء أكانواجاهلين أم إسلامين،أم عباسيين، إلاأن تأثرهم بالأخرين كان أكبر ولذا تشابهت خصائص الشعرفي الأندلسوالمشرق العربي.لأن الشعراءالأندلسيين كانوا في غالب أمرهم مقلدين ويبدو ذلك واضحافي ألقاب الشعراءحيث لقّبوا ابن هاني "متنبي الأندلس"ابن زيدون " بحتري الأندلس"
وقد امتاز الشعر الأندلسي في مجمله بالميزات التالية:
الألفاظ والتراكيب:
جاءت الفاظ الشعر الأندلسي سهلة رقيقةعذبة ،خيالية ما فيها أثر لغموض أو التواء أو خلل، لأنهم لم يملوا التراكيب ما تطيق من المعاني المزدحمة ، فجاء أكثر شعرهم جاريا مع الطبع من غير تكلف أو تصنّع.
المعاني والأفكار:
تتميز معاني الشعربأنها واضحة جلية بعيدة عن تعمق الفلاسفة وتدقيق الحكماء ، لأنه لم يقدّر للأندلسين أن يشتغلوا بعلوم الفلسفة والمنطق ، كما تتميز بالخلّو من المبالغة في طلب المعاني ، ووجد فيها كثيرا من المعاني المبتكرة والأفكار المخترعة التي لم يكن للشعر العربي عهد بها.
الصور والأخلية:
أبدع الأندلسيون في هذا الجانب إيما إبداع وكان لهم فيه الظهور والتفوق ، فقد برعوا في التصوير وأغرقوا في التخيل ، تعاطف الشعراء مع الطبيعة الخلاّبة وأنعكس ذلك على شعرهم فأتوا بالتشبيهات الرائعة ، والإستعارات الدقيقة والتشخيص الممتع .
الأوزان والقوافي:
أكثر الأندلسيون من نظم الشعر في البحور الخفيفة القصيرة لتناسبها مع حالة الترف واللهو وحب الغناء الذي أنتشر في مجتمعهم ، فجاؤوا بمقطوعات رشيقة أنيقة ، حتى
ضاقت العروض عمّا تقتضيه رقّة الحضارة وانتشار الغناء فاستحدثوا الموشحات .
الحياة السياسية والإجتماعية والفكرية
.الحياة الإجتماعية..
فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 92هـ وظلوا يحكمونها ثمانية قرون حتى زال ملكهم 898هـ وقد مر حكمهم بثلاثة عهود رئسية:
الأول : عهد الولاة من قبل الدولة الأموية في دمشق (92-138ه)وهو عهد حروب وتأسيس.
الثاني : العهد الذي أسَسه عبد الرحمن الداخل(138-422ه)وينقسم قسمين: عصر الأمارة المستقلة وظل مئة وثمانين عام وعصر الخلافة وظل مئتين وأربعين عاما.وكان عهد قوة ومنعة وازدهار وتطور .
الثالث : عهد ملوك الطوائف (422-898هـ) وفيه أنقسمت الدولة إلى دويلات تتنازع ويفنى بعضها بعض حتى أنهار الحكم الإسلامي نهائياً .
الحياة الاجتماعية:
لقد أنشأ المسلمون في الأندلس حضارةً رفيعةً ومَدَنيَّة راقية كانت مشعلاً أضاء الأندلس وما حولها ،حتى لقد قال أحد مؤرخي النصارى: " إن أوربا مدنية أعظم الدّين لعبقرية المسلمين
سواء في اللغة والأدب ، أو الفن والعمارة ،والعلم والفلسفة والحرف والصناعة"
كانت الأندلس ذات طبيعة ساحرة وخلاّبة .عندما جاء المسلمون تفاعلوا مع تلك الطبيعة وأبدعوا في جميع المجالات .
وقد أمتزج العرب والبربر بسكان البلاد الأصلين ، فتفاعلوا معهم فتكوّن من ذلك شعب يميل إلى البساطة والتواضع والتسامح وحب العلم والثقافة ، والأدب والذوق الرفيع ورقة الإحساس.
إلا أن المجتمع لم يَخلُ من عوامل الضعف ومن أسبابه أن الكثير كان يميل لحب الترف والرقص واللهو والغناء بسبب ضعف الإيمان.بالإضافة إلى التفكك والإنقسام الذي كان من أهمّ
أسباب سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس.
الحياة الفكرية..
أنقضى عهد الولاة دون أي أثر للفكر لأنه كان عهد فتوحات وتوطيد لسلطان الإسلام.
جاء العهد الأموي عهد القوة والاستقرار أخذت أنوار العلم و الفكر والثقافة تُشع ، مما جعل الأندلس مناراً أضاء أوربا الغارقة في الظلام .
وقد كانت قُرطبة وغرناطة وإشبيلة وطليطلة وسرقسطة وغيرها جامعات ينهل منهاالقاصي والدّاني العلم والفن.وكانت مطمع طلاب العلم ، ومصدر الفكروالأدب ، والمركزالثقافي الذي يؤمه الأوربيون.
أما الأدب فقد تأثر بطبيعة البلاد ، وبجو الحرية والترف والعلم والتقدم والعمران فأنطلق في رحاب جديدة شكلاً ومضموناً بعد أن التزم في المرحلة الأولى تقليد الشعر القديم.
وأبدع الأندلسيون الموشحات وأغتنى شعرهم وأدبهم بالمعاني الجميلة والصور العبرة ، ولم تر أوربا حفاوة بالأدب وأهله كما رأت في الأندلس في تلك العصور.
ولمعت أسماء كثيرة على سبيل المثال .. الإمام ابن حزم وابن حيان وابن زيدون.
وقصارى القول إن الأندلس كانت نفخرة للدنيا في العلوم والفنون والأدب
خصائص الشعر الأندلسي..
تمهيد..
الشعر الأندلسي امتداد للشعر العربي في المشرق وقد مَرَّ الشعر الأندلسي بمرحلتين متباينتين وهما:
مرحلة التقليد والمحاكاة.
ومرحلة التجديد والإبتكار.
في عصر الولاة كان الشعر صورة لمثيلة في المشرق الذي كان من أبرز أعلامه جرير والفرزدق ، إذا جاء مترسما خُطى الشعر العربي الأصيل، ومحافظاً على منهجه
وطارقاً لمواضعه المعروفة.
فلما جاء العهد الأموي عهد الاستقرار والرّخاء أختلف الوضع فقد توافر للشعراء من الأسباب ما حقق للشعر نهضته .بداية من تشيج الحكام للشعراء. ومروراً بإختلاط
الشعراء مع غيرهم من أهل البلاد الأصلين . وإنتهاء بالنّظر
في مفاتن الطبيعة ومظاهر الحضارة ، فجاء الشعر جامعاً بين الأصالة ورقّة الحضارة ، وبين التقليد والتجديد.
أغراض الشعر الأندلسي:
خاض الشعراء الأندلسيون معظم الأغراض التي خاضها معاصروهم في المشرق فمدحوا ورثوا وتغزَّلوا وافتخروا على طريقتهم تماماً. إلا أنهم توسعوا في بعض الأغراض وتفوَّقوا فيها على شعراء المشرق.، كوصف الطبيعة والغزل
والحنين للوطن ، ورثاء المدن ، والمماليك الزائلة.
ولو وازنا بين الشعر الأندلسي والشعر المشرقي في المديح والهجاء والرثاء مثلاً لوجدناها تسلك طريقة واحدة ولوجدنا الدواعي نفسها في كل منها .
وسنقف هنا وقفة قصيرة عند الأغراض التي توسع فيها الشعراء في الأندلسيون وهي:
وصف الطبيعة ، الغزل ، الحنين إلى الوطن ، رثاء المدن.
وصف الطبيعة:
تفوّق الأندلسيون في ميدان وصف الطبيعة على شعراء المشرق وأتوا بالروائع الخالدة، لما وهبهم الله تعالى من طبيعة ساحرة وخلاّبة ، فقد كانت الأندلس من أغنّى بقاع الدنيا منظراً وأوفرها جمالاً، ولذلك شُغف الأندلسيون بها فوصفوا الرياض، البساتين ،والأشجار، والطيور ... الخ
يا أهل أنْدّلسٍ للهِ دَرُكُم = ماءٌ وظِلٌ وأشجارٌ وأنهارُ
وإلى جانب وصفهم لمناظر الطبيعة وصفوا مظاهر الحضارة كالقصور، والمساجد ، والقناطر، والحدائق ..الخ وقد أمتازوا بتشخيص الأمورالمعنوية وتجسيدها وبث
الحياة في الجمادات.
كقول يحي بن هذيل يصف الزهراء:
كأنّ سوارها شكتْ فترة الضّنى =فباتت هضيمات الحشانُحَّلاً صُفْرا
كأن النخيل الناسقات إلى العلا= عذارى حِجالٍ رَجّلتْ لِمَمّا شُقْرا
الغزل:
يكاد الغزل أن يكون أكثر الأغراض رواجاً ، وأوسعها إنتشاراً عند الأندلسين ، ومرَدُ ذلك إلى ما عرفوا به من الرقة والميل واللهو والدعة ، وكثرة مجلس الأنس والطرب
وهو عندهم نوعان:
ماديّ حسّي ممتلئ بالفحش والمجون. وعُذّري عفيف يتسامى فيه الشاعر عن الحس والمادة إلى النقاء والصفاء والطّهر. يقول ابن عبد ربه بلغة فيها إنسياب وسلاسة ، وجمال تصوير ورشاقة في التعبير:
يالؤلؤا يسبي العقول أنيقاً=ورَشا بتعذيبِ القلوب رفيقا
ما إنّ رأيتُ ولا سمعت بمثله=دُرّا يعود من الحياء عقيقا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهه= أبصرت وجهك في سناهُ غريقاً
كما يمتزج الغزل عندهم بوصف الطبيعةِ.
الحنين إلى الوطن..
ظل الأندلسيون مشدودون إلى وطنهم الأول في المشرق تحن نفوسهم إلى ربوعه ورباه ، ولطالما عبروا بصدق وحرارة عما يخالج نفوسهم من شوق وحنين ، ولكنهم ما لبثوا أن فتنوا ببلادهم الجديدة الأندلس.من أمثلة هذا النوع من الشعر قول عبد الرحمن الداخل يحن إلى المشرق وأهله في الشام.
أيها الراكبُ الميمم أرضي = أقر من بعضي السّلام لبعضي
إن جسمي كما تراه بأرض= وفؤادي ومالكيه بأرض
قدر البين بيننا فافترقنا = وطوى البين عن جُفوني غمضي
قد قضى الله بالبعاد علينا = فعسى باقترابنا سوف يقضي
رثاء المدن والمماليك.
النكبات التي حلت بالمسلمين في الأندلس، والصراع المرير بينهم وبين النصارى ، وما أنتهت إليه مدنهم وحضاراتهم من دمار شامل ،وسقوط مّريع في أيدي الأعداء
كل ذلك أدّى إلى أن يتفاعل الشعراء مع أحداث بلدهم وأن يبدعوا في ما عُرف "رثاء المدن" فهذا ابن شهيد يقول في رثاء قرطبة:
فَلِمِثلِ قُرْطُبَةٍ يَقلُ بُكاء مَنْ =يبكي بعين دمعها مُتفجر
عهدي بها والشّمل فيها جامع=مِنْ أهلها والعيش فيها أخضر
ياجنّة عصفت بها وبأهلها = ريحٌ النّوى فتدمرت وتدمروا
آسى عليكِ مِنْ المماتِ وحقّ ليّ= إذ لَمْ نزل بكِ في حياتكِ نفخر
ويمتاز هذا انوع من الشعر بصدق العاطفة ، وعمق الشعوربالأسى والحزن والمرارة ، والتصوير الواقعي لحال المسلمين.
الخصائص الفنية للشعر الأندلسي:
لقد أعجب الأندلسيون بشعراء المشرق سواء أكانواجاهلين أم إسلامين،أم عباسيين، إلاأن تأثرهم بالأخرين كان أكبر ولذا تشابهت خصائص الشعرفي الأندلسوالمشرق العربي.لأن الشعراءالأندلسيين كانوا في غالب أمرهم مقلدين ويبدو ذلك واضحافي ألقاب الشعراءحيث لقّبوا ابن هاني "متنبي الأندلس"ابن زيدون " بحتري الأندلس"
وقد امتاز الشعر الأندلسي في مجمله بالميزات التالية:
الألفاظ والتراكيب:
جاءت الفاظ الشعر الأندلسي سهلة رقيقةعذبة ،خيالية ما فيها أثر لغموض أو التواء أو خلل، لأنهم لم يملوا التراكيب ما تطيق من المعاني المزدحمة ، فجاء أكثر شعرهم جاريا مع الطبع من غير تكلف أو تصنّع.
المعاني والأفكار:
تتميز معاني الشعربأنها واضحة جلية بعيدة عن تعمق الفلاسفة وتدقيق الحكماء ، لأنه لم يقدّر للأندلسين أن يشتغلوا بعلوم الفلسفة والمنطق ، كما تتميز بالخلّو من المبالغة في طلب المعاني ، ووجد فيها كثيرا من المعاني المبتكرة والأفكار المخترعة التي لم يكن للشعر العربي عهد بها.
الصور والأخلية:
أبدع الأندلسيون في هذا الجانب إيما إبداع وكان لهم فيه الظهور والتفوق ، فقد برعوا في التصوير وأغرقوا في التخيل ، تعاطف الشعراء مع الطبيعة الخلاّبة وأنعكس ذلك على شعرهم فأتوا بالتشبيهات الرائعة ، والإستعارات الدقيقة والتشخيص الممتع .
الأوزان والقوافي:
أكثر الأندلسيون من نظم الشعر في البحور الخفيفة القصيرة لتناسبها مع حالة الترف واللهو وحب الغناء الذي أنتشر في مجتمعهم ، فجاؤوا بمقطوعات رشيقة أنيقة ، حتى
ضاقت العروض عمّا تقتضيه رقّة الحضارة وانتشار الغناء فاستحدثوا الموشحات .
مواضيع مماثلة
» الغموض في الأدب
» رابط الأدب العربي
» رابط الأدب العربي
» تاريخ الأدب العربي
» اختبار في مادة الأدب العربي
» رابط الأدب العربي
» رابط الأدب العربي
» تاريخ الأدب العربي
» اختبار في مادة الأدب العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يناير 04, 2015 10:48 pm من طرف سهام الجزائرية
» في مفهوم تعليمية المادة
الأحد يناير 04, 2015 10:05 pm من طرف سهام الجزائرية
» التدريس فنياته و آلياته
الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 12:04 am من طرف myahia
» التكوين : مفهومه ، أهدافه ، آلياته
الإثنين ديسمبر 22, 2014 11:39 pm من طرف myahia
» عذرا فلسطين
الجمعة مارس 14, 2014 8:05 pm من طرف سهام الجزائرية
» ملتقى ولائي 10 مارس 2014
الأربعاء مارس 12, 2014 11:00 pm من طرف myahia
» ما أجمل اللغة العربية
الأربعاء فبراير 19, 2014 8:46 pm من طرف سهام الجزائرية
» و جادلهم بالتي هي أحسن
الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:15 pm من طرف سهام الجزائرية
» قصة و عبرة
الجمعة فبراير 14, 2014 1:32 am من طرف myahia