بحـث
المواضيع الأخيرة
سحابة الكلمات الدلالية
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 44 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 44 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 171 بتاريخ الثلاثاء يونيو 12, 2018 11:35 am
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
اللغة العربية
صفحة 1 من اصل 1
اللغة العربية
اللغة
مقدمة :
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، الحمد لله شرف العربية بكتابه وحفظها ، والصلاة والسلام على الرسول العربي محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
فهذه مقالة عن اللغة ، تناولت فيها العناصر التالية ، واستشهدت من الكتب ومن الدارسين لعلوم اللغات فما كان صوابا فمن الله عزوجل وماكان خطأ فمن نفسي والشيطان. أسأل الله العظيم أن ينفع بهذا المقال ، وأن ييسر قنوات للحوار حول هذا الموضوع.
التعريف والمكونات .
تاريخ اللغة ونشأتها.
دور اللغة.
حال العربية اليوم - الحرب -.
واجبنا نحو العربية.
مزاحمة العربية بالعامية والأجنبية.
هل هناك مانع من تعلم لغات أخرى ؟
وقد أرفقت بالموضوع مراجع في الشبكة العنكبوتية ، ومحاضرة صوتية يجب سماعها عن علم اللغة الكوني.
قال حافظ إبراهيم على لسان العربية :
وسعتُ كتابَ اللهِ لفظًا وغايةً ... وما ضقتُ عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ ... وتنسيقِ أسماءٍ لمخترعاتِ
أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ ... فهل ساءلوا الغواصَ عن صدفاتي ؟
وقال شوقي :
إن الذي ملأ اللغات محاسنًا ... جعلَ الجمالَ وسرّهُ في الضّادِ
* التعريف والمكونات :
علم اللغويات : هو علم يدرس اللغات الطبيعية ، وينطوي تحت هذا العلم أقسام ، منها ما يدرس تركيبة اللغة ( النحو ) الذي يهتم بشكل المفردات وبمنهج نظمها في جمل ، ومنها ما يهتم بالمعاني والآخر بصوتيات اللغة . وهناك أقسام أخرى تهتم بدراسة المنشأ ومدى تغيرها عبر الزمان ، كما أنهم لم يغفلوا دراستها من منظور اجتماعي ووظيفي - في الدماغ - والسؤال الأكبر وهو طريقة اكتساب اللغة سواء كانت أولى أو ثانوية.
* علم اللغة الكوني :
فليست اللغة غير رموز ذات دلالات معروفة ذات سياق اجتماعي ثقافي وجغرافي تتميز بقدرتها على التطور والنمو ، سواء كانت هذه الرموز صوتية أو صورية.
* تاريخ اللغة ونشأتها :
اللغة فيما أرى صفة مكتسبة مع استعداد عقلي مسبق لقبولها ، وأول لغة نطق بها أبونا آدم عليه السلام - أول بشري - كانت اللغة العربية ، ومن هنا كانت اللغة الأم ، فكل ما نشأ بعدها من اللغات لا تكون غير بنات وحفيدات ، تبقى الأم شابة عربية ، وأحصى علماء اللغة الكونية ألف لغة ، 400 ميتة وقرابة 600 حية ، أقواهن أمهن - العربية - ، أنصحكم بسماع المحاضرة فهي شيقة وغريبة ! ( محاضرة صوتية : اللغة الكونية للشيخ سعيد الشربيني )
كما أن الدراسات أثبتت أن تعلم الاطفال اللغة يبدأ وهم أجنة ! نعم ، فقد تمكنت الأجنة من تمييز وتذكر الأصوات خصوصا في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل ، فقد استطاع حديثو الولادة من تمييز أصوات أمهاتهم وحتى معرفة المشاعر المصاحبة للألفاظ ، وهم فيما يظهر يعتمدون اعتمادا كليا على نغمة - لحن - الصوت ، حتى إنها تمكنهم من التمييز بين مختلف اللغات ! قام فريق ويرمك بتسجيل وتحليل بكاء ستين طفلا صحيحا ، ثلاثون منهم لأسر فرنسية والآخرون لأسر ألمانية ، وتم التأكد من وجود فرق في لحن - نغمة - البكاء بين المجموعتين. (1)
إن العرب كانوا أميين لا تربطهم أمارة ولا دين، فكان من الطبيعي أن ينشا من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال، ومن كثرة الحل والترحال، وتأثير الخلطة والاعتزال، اضطراب في اللغة كالترادف واختلاف اللهجات في الإبدال والإعلال والبناء والإعراب وهنات المنطق كعجعجة قُضاعة، وطمطمانية حِمْيَر وفحفحة هذيل، وعنعنة تميم، وكشكشة أسد، وقطْعَةِ طيء وغير ذلك". وفي التوضيح جاء : "العجعجة- قلب الياء جيما بعد العين وبعد الياء المشددة فيقولون في الراعي : راعج ، وفي كرسي : كرسج. والطمطمانية - جعل ام بدل ال في التعريف فيقولون في البر: إمبر، وفي الصيام : أمصيام. والفحفحة - جعل الحاء عينا فيقولون : أعل الله العلال، بدل أحل الله الحلال. والعنعنة - إبدال العين من الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة فيقولون في امان : عمان. والكشكشة - جعل الكاف شينا في خطاب المؤنث، فيقولون في عليك : عليش . والقطعة - حذف آخر الكلمة فيقولون يا أبا الحسا في : أبا الحسن". هذا بعض من التباين الذي كان سائدا بين لهجات اللغة العربية الجاهلية. (2)
وحينما بدأت الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل في الإسلام من الأقطار المحيطة بالجزيرة العربية من دخل في دين الاسلام وحافظ على ثقافته اللغوية ، فأنتج ذلك من اللهجات بحسب المكان ، فأعملت اللغات في بعضها وتباينت الألسن ، واتسعت الهوة بين اللهجات بتقادم الزمان ، الآن الكل يستصعب لهجة غيره ، بل حتى لهجة جاره ، فكل قطر متميز بسمات تجارية وجغرافية وإنسانية ، فتختلف العوامل بين الأقطار ، وتبعا لذلك يختلف نتاجها وهو اللهجات العامية المحلية.
لنعد بالتاريخ ولننظر ماذا كان يفعل العرب ؟ لنعد لأصحاب لساننا الحالي لسان قريش. ماذا كان يفعل القرشيون ؟ أعتقد أن كل مسلم أو مطلع على سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يعرف الجواب. كانوا يرسلون رضعهم إلى البادية لماذا ؟ من أهدافهم كان الحفاظ على ألسنتهم من اللحن ، تخيلوا يرسلون الأبناء سنوات في بادية قاسية صونا لألسنتهم. من أين اكتسب اللسان هذه الأهمية ؟ قال زهير :
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ ... فلم يبق إلا صورةُ اللحمِ والدمِ
* دور اللغة :
من أنت بدون لغة ؟ كيف كنت سترى العالم وتسمعه وتحسه أو تذوقه أو تشمه ؟ أليست هذه قنوات دخول المعلومات للمخ ؟ سنواتك الأولى بدون لغة مفقودة ، لا تملك لها ذكرى من أي نوع ، ولكن بعد تطور مهاراتك اللغوية بدأت الأمور تتضح ، والغمامة تنقشع ، أصبح للصور معنى للإحساس للطعم للرائحة وللصوت أيضا. ومن هذا أرى أن ولادتك الفعلية بدأت بعد نشأة اللغة ، هي أم لنفسك وعقلك. إن مرحلة الطفولة التي تسبق اللغة مفقودة من الذاكرة ، والسبب أن العقل لا يستطيع التعامل معها. فكل ما هو أنت نتاج لغة. (3)
* حال العربية اليوم :
لا شك أننا نستخدم اللغة العربية وإن كان بحد أدنى لأداء شعائر الدين ، لكن ألا يسترعي انتباهكم ما يحدث من حولكم للغتكم ، أليست هناك حرب شعواء قائمة على العربية أم ما زلنا في غفلة عن ذلك ، فلنبدأ من الطفولة ولنتحدث عن حرص الأهل في زمننا على تعليم أبنائهم لغة غير العربية لأسباب مختلفة ، أما إذا كان الأهل لا يهتمون للغات الأخرى فلأسف لست أراهم مهتمين باللغة العربية وتعليمها بشكل سليم لأبنائهم يشربونهم إياها صغارا ويحرسونهم عن اللحن بل ينشأون على العامية . ناهيك عن بيوت تكون الخادمات بها لصيقات للصغار مما أورثهم لسانا أعوجَ وفكرا أهوج وعادات الله وحده أعلم بها. ثم يصبح هذا النشء على عتبة المدرسة ، فهل اختار له أهله مدرسة لا تعلم بالعربية لأنهم بعيدو نظر “ لم يتعلم ابننا بالعربية ثم يهجرها في المرحلة الجامعية لأنها ليست لغة علم ؟ “ ومن أعجب ما سمعت أن البعض يعتقد أن ابنه نبيه إذا أجاد الانجليزيه !! ألا يعلم مثل هذا أن هناك بأمريكا مثلا من هم مغرفين في الحماقة ويتحدثون الانجليزية ؟! ولكن ربما تكون هذه سنة معروفة ، فالضعيف مغرم بتقليد القوي ، ولما أجاد النشء لغة غير العربية صار ينظر إلى العربية نظرة ملأها احتقارا ، كيف يستخدم هذه اللغة التي لا تفي باحتياجاته ، ثم إن لغته الجديدة ترمي عليه بلباس علم ورفعة ، فتراه قلما يستخدم لغته ، وإن اضطر إلى ذلك فلا بد من أن يطعم حديثه بمفردات لغته الجديدة ليظهر بمظهر المتعلم ويسد الثغرة في حديثه. وقد تتطور أفكاره فينظم إلى كتيبة أعدائي وأعدائه عالما أو جاهلا فيكون معولا لهدم ما تبقى مما أكسبني وإياه أنفسنا - نعم أنفسنا -.
المصيبة أن المجندين لهذه الحرب في وقتنا الحالي هم من أبناء لغتنا فهل نجحوا ؟! لو عدنا بالزمن قليلا حيث كانت الدول ترزح تحت وطأة الاستعمار ، ما الذي فعل المستعمرون ؟ ألم يحاولوا خلق بدائل للفصحى ؟ أما زلنا ندرس لغات ثانوية للنشء ؟ فأي لغات اخترنا ولماذا ؟ كل هذا ولم نتحدث عن العامية التي تنخر في جسد العربية ، فما عادت الأمصار تجمعها لغة واحدة ، بل صارت أقطارا لكل ذوي قطر لسان. أعتقد أن اللغة تضرب بجذورها عميقا في نفس صاحبها ، وتثري من اعتنى بها فكرا وفهما ، يتطبع بما تطبعه به ألفاظها ، يصبح لسانه حرا طلقا ، لا تعييه كلمة ولا تصعب عليه فكرة ، يحسن التواصل مع غيره ، ويجيد التعبير عن نفسه ، لكن تصور حاله إذا كان فقيرا ، ضيق واسعا، واستصعب سهلا ، وغدت بيئته فقيرة قاحلة ، فغالب الأمر أنه يتواصل مع فقراء مثله - إن استطاع - ، ولا أريد أن تفهموا أني أسفه هؤلاء أو أنتقصهم ، فكل منا رهين بما توفر له من فرص للتعلم والتطور.
أما نخر كل هذا في الوحدة الاسلامية ؟ فصار لنا عالمان : إسلامي وعربي ، فهل يا ترى مازالت تنخر عالمنا العربي ؟ ألسنا الآن عرب شمال افريقيا وعرب الخليج ؟ والله أعلم إلى أي حد من التفتت والتشرذم سنصل ؟
* واجبنا نحو العربية :
خير ما أذكر في هذا الباب قول شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله:
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام، ولغة القرآن، حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، ولأهل الدار، وللرجل مع صاحبه، ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه؛ فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم ،وهو مكروه كما تقدم .
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية ، عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديمًا، ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية ؛ حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه .
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب؛ فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه .
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًا بينًا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به؛ فهو واجب
ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية
وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي "
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم "
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية، وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه، لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال؛ ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله ،وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله ) ا هـ (4)
* مزاحمة العربية باللغة الاجنبية والعامية :
أجمع العديد من الخبراء على أن تقديم لغة ثانية للطفل في وقت مبكر ، يساعد على أن يكون الطفل محترفا في هذه اللغة مجيدا لنطق أصواتها ، فبراير 1996 تم التحقق من صحة هذه العبارة “ يستحيل عند تعليم الطفل لغة ثانية بعد سن العاشرة أن ينطق أصواتها كأهل اللغة “ ، تحسن أداء الطفل المدرسي ، مقدرة عالية في حل المشاكل ، قنوات للتفاعل مع حضارة أخرى ، وفرص وظيفية أكثر هي بعض الثمار التي يجنيها الطفل لتعلمه لغة أخرى.
* طرق تعليم اللغة الأجنبية :
1. التعليم ثنائي اللغة : حيث يتعلم التلميذ لغتين في نفس الوقت بشرط أن يزداد ما يقدم له باللغة الاجنبية مع مرور الوقت على حساب ما يقدم إليه بلغته الأم - العربية - على أن تحل محلها تدريجيا.
2. برنامج غمر أو انغماس التلميذ : حيث يتم تعليم التلميذ اللغة الاجنبية منذ البداية على وإهمال لغته الام.
3. تعليم اللغة الثانية : وهنا يتعلم الاطفال لغتهم الأولى ثم يلتحقون في جزء من يومهم الدراسي ببرامج تعليم اللغة الانجليزية ، وهذا البرنامج يشجع انتشار اللغة الانجليزية بطريق غير مباشرة من خلال المدارس ووسائل الاعلام.
تركز الدراسات والبحوث التي لها علاقة بموضوع تعليم اللغة الاجنبية على الازدواجية اللغوية والثقافية ، خاصة في المجتمعات التي تتعدد فيها الثقافات واللغات مثل الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الاوروبية. لقد أولت تلك الدراسات اهتماما ملحوظا بقضية تأثير تعليم لغة ثانية على تعلم اللغة الأم. أما في الدول العربية فإن الدراسات الاجتماعية واللسانية والتربوية لا زالت محدودة فيما يتعلق بتأثير اللغات الاجنبية على اللغة العربية.
بالنسبة للآثار المترتبة على ازدواجية اللغة في التعليم ، فإن الدراسات التي أجريت في النصف الأول من القرن العشرين قد أكدت على وجود ظاهرة الإعاقة اللغوية عن الأطفال الذين يتعلمون لغتين.
لقد اعتمدت تلك الدراسات على مقارنه مستوى الأطفال الذين يدرسون لغة واحدة بالأطفال الذين يدرسون لغتين, ووجدت أن هؤلاء يعانون من قصور لغوي بالمقارنة مع الفئة الأولى. اتضح ذلك القصور في مجالات وقدرات لغوية خاصة المفردات ومعانيها وفي الكتابة الإنشائية والقواعد. لقد حاول الأستاذ ماكنمار (Macnamar) تعليل ذلك بما أسماه "عامل التوازن" حيث يكون التحصيل في اللغة الثانية دائماً على حساب استيعاب مهارات اللغة الأم, وقد انتقده كمنز(Cummins) حين أشار إلى ضرورة اعتبار عامل الوقت المخصص لتعليم اللغة الأم عندما تكون اللغة الثانية أداة تعليم. وبعبارة أخرى, فإذا كان عدد الحصص المخصص لتعليم اللغة الأم قليلاً فإن مستوى الطلبة سينخفض دون أن يكون لذلك علاقة بطبيعة المواد الدراسية أو باللغة العربية التي يتعلمون بها.
أما الدراسات التي أجريت في النصف الثاني من هذا القرن حول آثار تعليم لغتين معاً فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن أطفال اللغة الواحدة كان أداؤهم ونتائجهم أفضل من أداء ونتائج أطفال اللغتين في القدرات الكتابية. كما أكدت هذه الأبحاث أن أطفال اللغتين يعانون من بعض المصاعب والإعاقة اللغوية المرتبطة باجتهادهم من أجل التمكن والتأقلم مع نظام لغتين . وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة - يمكنك مراجعة المقال في المراجع - تبدو العواقب وخيمة جد وخيمة. (5)
* لماذا يجب تعليم اللغة الأجنبية للأبناء في سن مبكرة ؟
1. الأطفال الذين يتعلمون لغتين يبدأون القراءة مبكرا.
2. يحصدون درجات أعلى في الاختبارات اللغوية مقارنة بأقرانهم ذوي اللغة الواحدة.
3. استطاع الاطفال عند تعليمهم في سن مبكر من إجادة النطق دون لكنة.
4. كلما كان سن الطفل صغيرا ، كلما كانت مقدرته على الحفظ والتسجيل أعلى من أن يتعلم في سن متأخرة.
5. التعرف على لغة أخرى بسن مبكرة يكسب الطفل احتراما للثقافات الاخرى وتجعله ينظر بموضوعية على الرغم من اختلاف الألوان والأعراق - يتعلم احترام الغير -.
6. تعلم لغة أخرى في سن مبكر يكسب الطفل مقدرة فكرية أفضل.
7. الوفاء بمتطلبات سوق العمل - إتقان لغة اخرى -.
أخي/أختي القارئ(ـة) هل بإمكانك أن تأتى بفوائد أخرى ؟
هل بإمكانك الرد على النقاط السابقة ؟
هل هناك مانع من تعلم لغات اخرى ؟
بقدرِ لغات المرء يكثر نفعُه ... فتلك له عند الملماتِ أعوانُ
فثابر على درس اللغاتِ وحفظِها ... فكلُّ لسانٍ في الحقيقةِ إنسانِ
* أسئلة :
تحت هذا العنوان هذه بعض الاسئلة التي تساعدنا في تكوين تصور عن آراء القراء والمشاركين ، وليس لزاما أن تجيب عنها ، وأرحب بآرائكم وانتقاداتكم للموضوع.
1. هل تجيد لغة - لغات - غير العربية ؟ عددها.
2. ما الذي دفعك إلى تعلم هذه اللغات ؟
3. هل تعتبر أن اهتمامك بالعربية أو استخدامك لها قل ؟ لماذا ؟ وأين التأثر - العمل ، المنزل ، السفر ..... - ؟
4. هل تعتقد أن لغتك الأم هي مسؤولة عما حققته اليوم ؟
5. هل تعتقد أنك ستخسر شيئا بفقدانك لغتك الأم ؟ بفقدانك العربية ؟
6. ما هو الحل برأيك لنعود جميعنا للعربية ؟ هل تعتقد بأن البحث عن هذا الحل أمر مهم ؟
7. هل تعتزم تعليم أبنائك اللغة العربية ؟ لغة أجنبية ؟
8. بإمكانك إضافة تساؤلات في تعليقك ...
المصادر والمراجع :
1. الدراسة والموقع الالكتروني :
The researchers include Birgit Mampe, University of Wurzburg, Wurzburg, Germany; Angela D. Friederici, Max-Planck-Institute for Human Cognitive and Brain Sciences, Leipzig, Germany; Anne Christophe, Ecole Normale Superieure/CNRS, Paris, France; and Kathleen Wermke, University of Wurzburg, Wurzburg, Germany.
2. كتاب تاريخ الأدب العربي، لأحمد حسن الزيات، دار الثقافة، بيروت، لبنان، الطبعة 28[دون تاريخ الاصدار]، حول نشأة اللغة العربية.
3. الموقع الالكتروني :
4. كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ، لأحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة ، مصر ، الطبعة 2 ، سنة 1369 هـ ، تحقيق محمد حامد الفقي
5. تأثير اللغات الأجنية على اللغة الأم للدكتورة نجاة عبدالعزيز المطوع
المواد الصوتية :
اللغة الكونية للشيخ سعيد الشربيني.
مقدمة :
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، الحمد لله شرف العربية بكتابه وحفظها ، والصلاة والسلام على الرسول العربي محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
فهذه مقالة عن اللغة ، تناولت فيها العناصر التالية ، واستشهدت من الكتب ومن الدارسين لعلوم اللغات فما كان صوابا فمن الله عزوجل وماكان خطأ فمن نفسي والشيطان. أسأل الله العظيم أن ينفع بهذا المقال ، وأن ييسر قنوات للحوار حول هذا الموضوع.
التعريف والمكونات .
تاريخ اللغة ونشأتها.
دور اللغة.
حال العربية اليوم - الحرب -.
واجبنا نحو العربية.
مزاحمة العربية بالعامية والأجنبية.
هل هناك مانع من تعلم لغات أخرى ؟
وقد أرفقت بالموضوع مراجع في الشبكة العنكبوتية ، ومحاضرة صوتية يجب سماعها عن علم اللغة الكوني.
قال حافظ إبراهيم على لسان العربية :
وسعتُ كتابَ اللهِ لفظًا وغايةً ... وما ضقتُ عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ ... وتنسيقِ أسماءٍ لمخترعاتِ
أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ ... فهل ساءلوا الغواصَ عن صدفاتي ؟
وقال شوقي :
إن الذي ملأ اللغات محاسنًا ... جعلَ الجمالَ وسرّهُ في الضّادِ
* التعريف والمكونات :
علم اللغويات : هو علم يدرس اللغات الطبيعية ، وينطوي تحت هذا العلم أقسام ، منها ما يدرس تركيبة اللغة ( النحو ) الذي يهتم بشكل المفردات وبمنهج نظمها في جمل ، ومنها ما يهتم بالمعاني والآخر بصوتيات اللغة . وهناك أقسام أخرى تهتم بدراسة المنشأ ومدى تغيرها عبر الزمان ، كما أنهم لم يغفلوا دراستها من منظور اجتماعي ووظيفي - في الدماغ - والسؤال الأكبر وهو طريقة اكتساب اللغة سواء كانت أولى أو ثانوية.
* علم اللغة الكوني :
فليست اللغة غير رموز ذات دلالات معروفة ذات سياق اجتماعي ثقافي وجغرافي تتميز بقدرتها على التطور والنمو ، سواء كانت هذه الرموز صوتية أو صورية.
* تاريخ اللغة ونشأتها :
اللغة فيما أرى صفة مكتسبة مع استعداد عقلي مسبق لقبولها ، وأول لغة نطق بها أبونا آدم عليه السلام - أول بشري - كانت اللغة العربية ، ومن هنا كانت اللغة الأم ، فكل ما نشأ بعدها من اللغات لا تكون غير بنات وحفيدات ، تبقى الأم شابة عربية ، وأحصى علماء اللغة الكونية ألف لغة ، 400 ميتة وقرابة 600 حية ، أقواهن أمهن - العربية - ، أنصحكم بسماع المحاضرة فهي شيقة وغريبة ! ( محاضرة صوتية : اللغة الكونية للشيخ سعيد الشربيني )
كما أن الدراسات أثبتت أن تعلم الاطفال اللغة يبدأ وهم أجنة ! نعم ، فقد تمكنت الأجنة من تمييز وتذكر الأصوات خصوصا في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل ، فقد استطاع حديثو الولادة من تمييز أصوات أمهاتهم وحتى معرفة المشاعر المصاحبة للألفاظ ، وهم فيما يظهر يعتمدون اعتمادا كليا على نغمة - لحن - الصوت ، حتى إنها تمكنهم من التمييز بين مختلف اللغات ! قام فريق ويرمك بتسجيل وتحليل بكاء ستين طفلا صحيحا ، ثلاثون منهم لأسر فرنسية والآخرون لأسر ألمانية ، وتم التأكد من وجود فرق في لحن - نغمة - البكاء بين المجموعتين. (1)
إن العرب كانوا أميين لا تربطهم أمارة ولا دين، فكان من الطبيعي أن ينشا من ذلك ومن اختلاف الوضع والارتجال، ومن كثرة الحل والترحال، وتأثير الخلطة والاعتزال، اضطراب في اللغة كالترادف واختلاف اللهجات في الإبدال والإعلال والبناء والإعراب وهنات المنطق كعجعجة قُضاعة، وطمطمانية حِمْيَر وفحفحة هذيل، وعنعنة تميم، وكشكشة أسد، وقطْعَةِ طيء وغير ذلك". وفي التوضيح جاء : "العجعجة- قلب الياء جيما بعد العين وبعد الياء المشددة فيقولون في الراعي : راعج ، وفي كرسي : كرسج. والطمطمانية - جعل ام بدل ال في التعريف فيقولون في البر: إمبر، وفي الصيام : أمصيام. والفحفحة - جعل الحاء عينا فيقولون : أعل الله العلال، بدل أحل الله الحلال. والعنعنة - إبدال العين من الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة فيقولون في امان : عمان. والكشكشة - جعل الكاف شينا في خطاب المؤنث، فيقولون في عليك : عليش . والقطعة - حذف آخر الكلمة فيقولون يا أبا الحسا في : أبا الحسن". هذا بعض من التباين الذي كان سائدا بين لهجات اللغة العربية الجاهلية. (2)
وحينما بدأت الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل في الإسلام من الأقطار المحيطة بالجزيرة العربية من دخل في دين الاسلام وحافظ على ثقافته اللغوية ، فأنتج ذلك من اللهجات بحسب المكان ، فأعملت اللغات في بعضها وتباينت الألسن ، واتسعت الهوة بين اللهجات بتقادم الزمان ، الآن الكل يستصعب لهجة غيره ، بل حتى لهجة جاره ، فكل قطر متميز بسمات تجارية وجغرافية وإنسانية ، فتختلف العوامل بين الأقطار ، وتبعا لذلك يختلف نتاجها وهو اللهجات العامية المحلية.
لنعد بالتاريخ ولننظر ماذا كان يفعل العرب ؟ لنعد لأصحاب لساننا الحالي لسان قريش. ماذا كان يفعل القرشيون ؟ أعتقد أن كل مسلم أو مطلع على سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يعرف الجواب. كانوا يرسلون رضعهم إلى البادية لماذا ؟ من أهدافهم كان الحفاظ على ألسنتهم من اللحن ، تخيلوا يرسلون الأبناء سنوات في بادية قاسية صونا لألسنتهم. من أين اكتسب اللسان هذه الأهمية ؟ قال زهير :
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ ... فلم يبق إلا صورةُ اللحمِ والدمِ
* دور اللغة :
من أنت بدون لغة ؟ كيف كنت سترى العالم وتسمعه وتحسه أو تذوقه أو تشمه ؟ أليست هذه قنوات دخول المعلومات للمخ ؟ سنواتك الأولى بدون لغة مفقودة ، لا تملك لها ذكرى من أي نوع ، ولكن بعد تطور مهاراتك اللغوية بدأت الأمور تتضح ، والغمامة تنقشع ، أصبح للصور معنى للإحساس للطعم للرائحة وللصوت أيضا. ومن هذا أرى أن ولادتك الفعلية بدأت بعد نشأة اللغة ، هي أم لنفسك وعقلك. إن مرحلة الطفولة التي تسبق اللغة مفقودة من الذاكرة ، والسبب أن العقل لا يستطيع التعامل معها. فكل ما هو أنت نتاج لغة. (3)
* حال العربية اليوم :
لا شك أننا نستخدم اللغة العربية وإن كان بحد أدنى لأداء شعائر الدين ، لكن ألا يسترعي انتباهكم ما يحدث من حولكم للغتكم ، أليست هناك حرب شعواء قائمة على العربية أم ما زلنا في غفلة عن ذلك ، فلنبدأ من الطفولة ولنتحدث عن حرص الأهل في زمننا على تعليم أبنائهم لغة غير العربية لأسباب مختلفة ، أما إذا كان الأهل لا يهتمون للغات الأخرى فلأسف لست أراهم مهتمين باللغة العربية وتعليمها بشكل سليم لأبنائهم يشربونهم إياها صغارا ويحرسونهم عن اللحن بل ينشأون على العامية . ناهيك عن بيوت تكون الخادمات بها لصيقات للصغار مما أورثهم لسانا أعوجَ وفكرا أهوج وعادات الله وحده أعلم بها. ثم يصبح هذا النشء على عتبة المدرسة ، فهل اختار له أهله مدرسة لا تعلم بالعربية لأنهم بعيدو نظر “ لم يتعلم ابننا بالعربية ثم يهجرها في المرحلة الجامعية لأنها ليست لغة علم ؟ “ ومن أعجب ما سمعت أن البعض يعتقد أن ابنه نبيه إذا أجاد الانجليزيه !! ألا يعلم مثل هذا أن هناك بأمريكا مثلا من هم مغرفين في الحماقة ويتحدثون الانجليزية ؟! ولكن ربما تكون هذه سنة معروفة ، فالضعيف مغرم بتقليد القوي ، ولما أجاد النشء لغة غير العربية صار ينظر إلى العربية نظرة ملأها احتقارا ، كيف يستخدم هذه اللغة التي لا تفي باحتياجاته ، ثم إن لغته الجديدة ترمي عليه بلباس علم ورفعة ، فتراه قلما يستخدم لغته ، وإن اضطر إلى ذلك فلا بد من أن يطعم حديثه بمفردات لغته الجديدة ليظهر بمظهر المتعلم ويسد الثغرة في حديثه. وقد تتطور أفكاره فينظم إلى كتيبة أعدائي وأعدائه عالما أو جاهلا فيكون معولا لهدم ما تبقى مما أكسبني وإياه أنفسنا - نعم أنفسنا -.
المصيبة أن المجندين لهذه الحرب في وقتنا الحالي هم من أبناء لغتنا فهل نجحوا ؟! لو عدنا بالزمن قليلا حيث كانت الدول ترزح تحت وطأة الاستعمار ، ما الذي فعل المستعمرون ؟ ألم يحاولوا خلق بدائل للفصحى ؟ أما زلنا ندرس لغات ثانوية للنشء ؟ فأي لغات اخترنا ولماذا ؟ كل هذا ولم نتحدث عن العامية التي تنخر في جسد العربية ، فما عادت الأمصار تجمعها لغة واحدة ، بل صارت أقطارا لكل ذوي قطر لسان. أعتقد أن اللغة تضرب بجذورها عميقا في نفس صاحبها ، وتثري من اعتنى بها فكرا وفهما ، يتطبع بما تطبعه به ألفاظها ، يصبح لسانه حرا طلقا ، لا تعييه كلمة ولا تصعب عليه فكرة ، يحسن التواصل مع غيره ، ويجيد التعبير عن نفسه ، لكن تصور حاله إذا كان فقيرا ، ضيق واسعا، واستصعب سهلا ، وغدت بيئته فقيرة قاحلة ، فغالب الأمر أنه يتواصل مع فقراء مثله - إن استطاع - ، ولا أريد أن تفهموا أني أسفه هؤلاء أو أنتقصهم ، فكل منا رهين بما توفر له من فرص للتعلم والتطور.
أما نخر كل هذا في الوحدة الاسلامية ؟ فصار لنا عالمان : إسلامي وعربي ، فهل يا ترى مازالت تنخر عالمنا العربي ؟ ألسنا الآن عرب شمال افريقيا وعرب الخليج ؟ والله أعلم إلى أي حد من التفتت والتشرذم سنصل ؟
* واجبنا نحو العربية :
خير ما أذكر في هذا الباب قول شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله:
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام، ولغة القرآن، حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، ولأهل الدار، وللرجل مع صاحبه، ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه؛ فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم ،وهو مكروه كما تقدم .
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية ، عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديمًا، ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية ؛ حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه .
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب؛ فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه .
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًا بينًا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق
وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به؛ فهو واجب
ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية
وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي "
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم "
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية، وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه، لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال؛ ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله ،وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله ) ا هـ (4)
* مزاحمة العربية باللغة الاجنبية والعامية :
أجمع العديد من الخبراء على أن تقديم لغة ثانية للطفل في وقت مبكر ، يساعد على أن يكون الطفل محترفا في هذه اللغة مجيدا لنطق أصواتها ، فبراير 1996 تم التحقق من صحة هذه العبارة “ يستحيل عند تعليم الطفل لغة ثانية بعد سن العاشرة أن ينطق أصواتها كأهل اللغة “ ، تحسن أداء الطفل المدرسي ، مقدرة عالية في حل المشاكل ، قنوات للتفاعل مع حضارة أخرى ، وفرص وظيفية أكثر هي بعض الثمار التي يجنيها الطفل لتعلمه لغة أخرى.
* طرق تعليم اللغة الأجنبية :
1. التعليم ثنائي اللغة : حيث يتعلم التلميذ لغتين في نفس الوقت بشرط أن يزداد ما يقدم له باللغة الاجنبية مع مرور الوقت على حساب ما يقدم إليه بلغته الأم - العربية - على أن تحل محلها تدريجيا.
2. برنامج غمر أو انغماس التلميذ : حيث يتم تعليم التلميذ اللغة الاجنبية منذ البداية على وإهمال لغته الام.
3. تعليم اللغة الثانية : وهنا يتعلم الاطفال لغتهم الأولى ثم يلتحقون في جزء من يومهم الدراسي ببرامج تعليم اللغة الانجليزية ، وهذا البرنامج يشجع انتشار اللغة الانجليزية بطريق غير مباشرة من خلال المدارس ووسائل الاعلام.
تركز الدراسات والبحوث التي لها علاقة بموضوع تعليم اللغة الاجنبية على الازدواجية اللغوية والثقافية ، خاصة في المجتمعات التي تتعدد فيها الثقافات واللغات مثل الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الاوروبية. لقد أولت تلك الدراسات اهتماما ملحوظا بقضية تأثير تعليم لغة ثانية على تعلم اللغة الأم. أما في الدول العربية فإن الدراسات الاجتماعية واللسانية والتربوية لا زالت محدودة فيما يتعلق بتأثير اللغات الاجنبية على اللغة العربية.
بالنسبة للآثار المترتبة على ازدواجية اللغة في التعليم ، فإن الدراسات التي أجريت في النصف الأول من القرن العشرين قد أكدت على وجود ظاهرة الإعاقة اللغوية عن الأطفال الذين يتعلمون لغتين.
لقد اعتمدت تلك الدراسات على مقارنه مستوى الأطفال الذين يدرسون لغة واحدة بالأطفال الذين يدرسون لغتين, ووجدت أن هؤلاء يعانون من قصور لغوي بالمقارنة مع الفئة الأولى. اتضح ذلك القصور في مجالات وقدرات لغوية خاصة المفردات ومعانيها وفي الكتابة الإنشائية والقواعد. لقد حاول الأستاذ ماكنمار (Macnamar) تعليل ذلك بما أسماه "عامل التوازن" حيث يكون التحصيل في اللغة الثانية دائماً على حساب استيعاب مهارات اللغة الأم, وقد انتقده كمنز(Cummins) حين أشار إلى ضرورة اعتبار عامل الوقت المخصص لتعليم اللغة الأم عندما تكون اللغة الثانية أداة تعليم. وبعبارة أخرى, فإذا كان عدد الحصص المخصص لتعليم اللغة الأم قليلاً فإن مستوى الطلبة سينخفض دون أن يكون لذلك علاقة بطبيعة المواد الدراسية أو باللغة العربية التي يتعلمون بها.
أما الدراسات التي أجريت في النصف الثاني من هذا القرن حول آثار تعليم لغتين معاً فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن أطفال اللغة الواحدة كان أداؤهم ونتائجهم أفضل من أداء ونتائج أطفال اللغتين في القدرات الكتابية. كما أكدت هذه الأبحاث أن أطفال اللغتين يعانون من بعض المصاعب والإعاقة اللغوية المرتبطة باجتهادهم من أجل التمكن والتأقلم مع نظام لغتين . وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة - يمكنك مراجعة المقال في المراجع - تبدو العواقب وخيمة جد وخيمة. (5)
* لماذا يجب تعليم اللغة الأجنبية للأبناء في سن مبكرة ؟
1. الأطفال الذين يتعلمون لغتين يبدأون القراءة مبكرا.
2. يحصدون درجات أعلى في الاختبارات اللغوية مقارنة بأقرانهم ذوي اللغة الواحدة.
3. استطاع الاطفال عند تعليمهم في سن مبكر من إجادة النطق دون لكنة.
4. كلما كان سن الطفل صغيرا ، كلما كانت مقدرته على الحفظ والتسجيل أعلى من أن يتعلم في سن متأخرة.
5. التعرف على لغة أخرى بسن مبكرة يكسب الطفل احتراما للثقافات الاخرى وتجعله ينظر بموضوعية على الرغم من اختلاف الألوان والأعراق - يتعلم احترام الغير -.
6. تعلم لغة أخرى في سن مبكر يكسب الطفل مقدرة فكرية أفضل.
7. الوفاء بمتطلبات سوق العمل - إتقان لغة اخرى -.
أخي/أختي القارئ(ـة) هل بإمكانك أن تأتى بفوائد أخرى ؟
هل بإمكانك الرد على النقاط السابقة ؟
هل هناك مانع من تعلم لغات اخرى ؟
بقدرِ لغات المرء يكثر نفعُه ... فتلك له عند الملماتِ أعوانُ
فثابر على درس اللغاتِ وحفظِها ... فكلُّ لسانٍ في الحقيقةِ إنسانِ
* أسئلة :
تحت هذا العنوان هذه بعض الاسئلة التي تساعدنا في تكوين تصور عن آراء القراء والمشاركين ، وليس لزاما أن تجيب عنها ، وأرحب بآرائكم وانتقاداتكم للموضوع.
1. هل تجيد لغة - لغات - غير العربية ؟ عددها.
2. ما الذي دفعك إلى تعلم هذه اللغات ؟
3. هل تعتبر أن اهتمامك بالعربية أو استخدامك لها قل ؟ لماذا ؟ وأين التأثر - العمل ، المنزل ، السفر ..... - ؟
4. هل تعتقد أن لغتك الأم هي مسؤولة عما حققته اليوم ؟
5. هل تعتقد أنك ستخسر شيئا بفقدانك لغتك الأم ؟ بفقدانك العربية ؟
6. ما هو الحل برأيك لنعود جميعنا للعربية ؟ هل تعتقد بأن البحث عن هذا الحل أمر مهم ؟
7. هل تعتزم تعليم أبنائك اللغة العربية ؟ لغة أجنبية ؟
8. بإمكانك إضافة تساؤلات في تعليقك ...
المصادر والمراجع :
1. الدراسة والموقع الالكتروني :
The researchers include Birgit Mampe, University of Wurzburg, Wurzburg, Germany; Angela D. Friederici, Max-Planck-Institute for Human Cognitive and Brain Sciences, Leipzig, Germany; Anne Christophe, Ecole Normale Superieure/CNRS, Paris, France; and Kathleen Wermke, University of Wurzburg, Wurzburg, Germany.
2. كتاب تاريخ الأدب العربي، لأحمد حسن الزيات، دار الثقافة، بيروت، لبنان، الطبعة 28[دون تاريخ الاصدار]، حول نشأة اللغة العربية.
3. الموقع الالكتروني :
4. كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ، لأحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني ، مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة ، مصر ، الطبعة 2 ، سنة 1369 هـ ، تحقيق محمد حامد الفقي
5. تأثير اللغات الأجنية على اللغة الأم للدكتورة نجاة عبدالعزيز المطوع
المواد الصوتية :
اللغة الكونية للشيخ سعيد الشربيني.
منقول للفائدة
مواضيع مماثلة
» أثر اللغة العربية في اللغة الإنجليزية / د. أنور محمود زناتي
» أثر اللغة العربية في اللغة الفرنسية / د. أنور محمود زناتي
» أثر اللغة العربية في اللغة اليونانية / د. أنور محمود زناتي
» أثر اللغة العربية في اللغة الفارسية / د. أنور محمود زناتي
» ندوة عن "اللغة العربية.. الواقع والأمل"
» أثر اللغة العربية في اللغة الفرنسية / د. أنور محمود زناتي
» أثر اللغة العربية في اللغة اليونانية / د. أنور محمود زناتي
» أثر اللغة العربية في اللغة الفارسية / د. أنور محمود زناتي
» ندوة عن "اللغة العربية.. الواقع والأمل"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد يناير 04, 2015 10:48 pm من طرف سهام الجزائرية
» في مفهوم تعليمية المادة
الأحد يناير 04, 2015 10:05 pm من طرف سهام الجزائرية
» التدريس فنياته و آلياته
الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 12:04 am من طرف myahia
» التكوين : مفهومه ، أهدافه ، آلياته
الإثنين ديسمبر 22, 2014 11:39 pm من طرف myahia
» عذرا فلسطين
الجمعة مارس 14, 2014 8:05 pm من طرف سهام الجزائرية
» ملتقى ولائي 10 مارس 2014
الأربعاء مارس 12, 2014 11:00 pm من طرف myahia
» ما أجمل اللغة العربية
الأربعاء فبراير 19, 2014 8:46 pm من طرف سهام الجزائرية
» و جادلهم بالتي هي أحسن
الثلاثاء فبراير 18, 2014 3:15 pm من طرف سهام الجزائرية
» قصة و عبرة
الجمعة فبراير 14, 2014 1:32 am من طرف myahia